تعني العمليّات التي تُعيد التوازن، والقدرة، والجمال، لجزء من أجزاء الجسم، والتي تُجرى لأغراض وظيفية، مثل إعادة هيكلة عضو من أعضاء الجسد، ليعمل كما كان طبيعياً، والذي قد يكون فقد وظيفته العادية، نتيجة حادث على سبيل المثال، أو تتم علميات التجميل لأغراض تجميلية، مثل تجميل الأنف، والتي غالباً ما تتم للحصول على الرضى النفسي عن المظهر العام، والتي تتطلبها بعض المجالات، مثل المجالات الإعلامية، أوالمجالات التي تتطلب الظهور أمام جمهور بشكل عام، وهذه العمليات أحد أكبر روادها هم الفنانين الإعلاميين، والسياسيين.
السعي وراء الجمال، هو غريزة بشرية منذ بداية البشرية، فقد وجدنا في كتب التاريخ، أن جميع الحضارات القديمة لم تَخلُ من المساعي وراء الجمال، والرضى عن النفس، مثل الحضارات الرومانية، والإغريقية، والمصرية القديمة، وغيرها من الحضارات، وتَـتابع الأمر وصولاً للوقت الحاضر، فاليوم الكثير من الشباب يهتمون بمظهرهم الخارجي بشكل كبير، وأغلبهم يسعون وراء تقليد المشاهير.
العامل النفسي لعمليات التجميل
وجود هذا الكم من التقنيات الجراحية، والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في التجميل، وتنوع تلك الوسائل بقدر كبير، بجانب تقدم الطب التجميلي، أدى لأن تصبح هذه الجراحات ذات أهمية كبيرة، وازدياد عدد المقبلين عليها، ولكن قد تكون أهميتها إنسانية في بعض الأوقات، فقد أثبتت دراسة تمت في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يصابون بحالات اكتئاب مزمنة، بسبب تعرضهم لعيب خلقي، أو حادث، أو خطأ بشري أدى الى تشوه، أو توقف عضو من أعضاء الجسد عن العمل، وفي بعض الأحيان يكون الأمر سمنة مفرطة، تتطلب شفط دهون، أو نحافة زائدة، تتطلب حقن دهون ذاتية، او انحراف في الانف، أو حتى حجم الأذن.
تلك المشاكل تؤدي في بعض الأحيان لانطواء الشخص، وانعزاله عن المجتمع، نظراً للنظرات والتعليقات التي يتلقاها، إضافة لنبذ بعض المجتمعات شخصاً كهذا ومحاولة تجنبه، وهنا تقوم عملية التجميل هذه بتغيير حياة ذلك الشخص، وتتحول من مجرد أداة لزيادة الجمال، الى أداة لتغيير حياة شخص بالكامل، وزيادة إقباله على الحياة، بجانب زيادة الثقة بالنفس، وعودته للإختلاط في المجتمع، إضافة لتغيير نظرة المجتمع له، وإعادة تقبله كشخص طبيعي مرة أخرى.
تاريخ عمليات التجميل
استخدم الرومان في القرن الأول قبل الميلاد بعض التقنيات البسيطة، والبدائية، في علاج وإصلاح بعض الأضرار، التي كانت تصيب الإنسان وقتها، مثل أضرار الأذن، لكن البداية الحقيقة كانت في القرن الثامن قبل الميلاد، عندما قام طبيب يدعى –سوسروثا- في الهند، بإجراء أول عملية لترقيع الجلد، حيث قامت مجلة جنتلمن، بنشر تقرير كامل عن الطبيب –سوسروثا- وعن تقنية ترقيع الجلد.
تبعها في منتصف القرن الخامس عشر، الطبيب -هاينريش فون- الذي قام بصنع أنف جديد، عن طريق اقتطاع من منطقة خلف الذراع، وفيها اتبع الطبيب هاينريش فون نفس تقنية ترقيع الجلد، التي تمت في القرن الثامن الميلادي، ولكن تلك العمليات الجراحية، لم تكن ذات اهتمام كبير حتى القرن 19 و20.
البداية الحقيقية كانت في عام 1827 عندما قام الدكتور جون بيتر، بإجراء عملية تجميلية باستخدام أدوات صنعها بنفسه، وتبع ذلك قيام -هارولد جيليز- النيوزلندي، بوضع الكثير من التقنيات الحديثة لعلاج المصابين بتشوهات، نتيجة الحرب العالمية الأولى، وتوسّع عمله في الحرب العالمية الثانية، عن طريق علاج الحروق الشديدة، وبعدها أنشأ نادي الجوينا بيج.
عمليات التجميل متنوعة، وتنقسم لأكثر من فرع، لكل فرع عمليات متنوعة على حسب كل حالة، فاليوم وصلت عمليات التجميل لمستوى غير مسبوق، نظراً للإقبال الشديد عليها، والذي دفع الأطباء لابتكار تقنيات، وطرق كثيرة، تساعد على تحقيق الغرض الذي يسعى الشخص له، بأسرع وقت، وبأقل التكاليف، هذا إضافة لاستخدام التكنولوجيا، التي غيرت من مجرى حياة الانسان.
أخيراً، حسب تقرير عن عمليات التجميل، فقد وُجد أن أقل من 10٪ من تدخلات تجميلية، أجريت في المقام الأول لأسباب صحية، “بل هو خيار أسلوب حياة لكثير من الناس” حيث يجد بعض الناس، أن جراحات التجميل، تعكس فوائد صحية، عن طريق تحسين اِحترام الذات، وتقديرها، فصحتك ومظهرك هو ما يهمنا.